على لسان الخنزير




على لسان الخنزير...





(1)

دَعْنَا نُوَاصِلُ

قَصْفَ قَوْمِكَ مَصَّ دَمِّكَ كَسْرَ عَيْنِكَ كَسْرَ ظَهْرِكَ
قَتْلَ أُمِّكَ وَالْعِيَالِ اللاَّئِذِينَ بِحُضْنِهَا.

(2)



دَعْنَا نُؤَدِبُكُمْ لِكَوْنِكُمُ سَكَنْتُمْ أَرْضَنَا

تِلْكَ الَّتِي فِيهَا دَفَنَّا سِرَّنَا

جُثْمَانَ يُوسُفَ وَالْكَلِيمِ وَهَيْكَلاً
كُنَّا بَنَيْنَا أَصْلَهُ يَوْمَاً هُنَا
فَبَنَيْتُمُ الأَقْصَى مَغَاظَاً فَوْقَهُ
سَنَهُدُّهُ وَنُعِيدُ هَيْكَلَنَا الَّذِي
كَتَبَ الرُّوَاةُ بِأَنَّهُ بَيْنَ الْمَآذِنِ قُدْسُنَا
مُسْتَشْرِفَاً فِينَا سُلَيْمَانَ الَّذِي
مَلَكَ الشَّآمَ وَبَعْدَهَا مَلَكَ الدُّنَا
هَذَا الزَّمَانُ زَمَانُنَا.

(3)

قَدْ هُنْتُمُ مُنْذُ ارْتَكَبْتُمْ فِعْلَنَا

وَجَهَرْتُمُ بْالْقَوْلِ: (حِنْطَةُ) مِثْلَنَا

وَدِيَارُكُمْ مُلِئَتْ غُنَا
وَأَمِيرُكُمْ أَكَلَ الرِّبَا
وَنِسَاؤُكُمْ لاَذَتْ بِنَا
وَشَبَابُكُمْ عَشِقَ الزِّنَا
آلاَفُ مِنْهُ نَجُرُّهُمْ فِي شِسْعِ نَعْلِ بَنَاتِنَا.
 (4)

يَوْمُ التَّهَتُّكِ يَوْمُنَا
صَارَتْ تُحَلِّقُ فِي الْبَرَارِي بَيْنَكُمْ 
أَعْلاَمُنَا

فِيهَا الصَّلِيبُ وَنَجْمَةُ الدَّاودِ تَشْحَذُ عَزْمَنَا

وَتُزِيحُ مِنْ أَجْوَائِنَا أَعْلاَمَكُمْ


تِلْكَ الَّتِي مِنْ كُلِّ لَوْنِ لُوِّنَتْ
وَتَصَوَّرَتْ مِنْ كُلَّ فِلْمٍ مَشْهَدَاً
وَتَقَلَّدَتْ مِنْ كُلِّ حَقْلٍ شَوْكَةً
مِنْ كُلِّ مَرْذُولٍ أَخَذْتُمْ فَكْرَةً مَحْلُوبَةً مِنْ فِكْرِنَا
وَتَرَكْتُمُ قُرْآنَكُمْ وَنَبِيَّكُمْ
هَذَا التَّخَاذُلُ ضَالِعٌ فِي نَصْرِنَا
وَلِذَا سَتَبْقَى مُسْتَبَاحَاً تَحْتَ حَدِّ سُيُوفِنَا
أَوْ سَيْفِ مَنْ حَكَمَ الْبِلاَدَ بِأَمْرِنَا.


(5)

سَتَظَلُّ دُودَاً مِثْلَ دُودِ الأَرْضِ لاَحَ بِعَيْنِنَا

فِي الأَرْضِ تُسْحَقُ أَوْ تُدَاسْ
مِنْ تَحْتِ سُنْبُكَةِ الْمَدَاسْ
وَبِرَغْمَ كُلِّ الزَّاعِمِينَ بِأَنَّهُمْ:
أُمَرَاؤُكُمْ وَمُلُوكُكُمْ رُؤَسَاؤُكُمْ وَشُيُوخُكُمْ زُعَمَاؤُكُمْ
فَالْقَتْلُ أَصْبَحَ شَأْنَكُمْ
وَالسَّحْقُ وَالْبَصْقُ اللَّصِيقُ وُجُوهَكُمْ
بِالنَّعْلِ نَقْدُمُ نَحْوَكُمْ
لاَ شَيءَ يَنْفَعُ بَأْسُكُمْ
فَدَعُوهُ نَارَاً بَيْنَكُمْ
غَنَمَاً رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ
أَنْتُمْ هَوَانٌ عِنْدَنَا
مِثْلَ الْغُبَارِ الْمُسْتَثَارِ بِفِعْلِ تَصْفَيقِ الرِّيَاحِ بِحَيِّنَا
شَيْءٌ يُعَرْبِدُ فِي الْبِطَاحِ تُجَاهَنَا
أَلِفَ التَّخَبُّطَ وَالصِّيَاحَ بِقَتْلِنَا
مَا عَطَّلَتْ صَيْحَاتُكُمْ شَأْوَ النَّجَاحِ بِغَزْوِنَا
لِتَظَلَّ أَنْتَ الْمُسْتَبَاحَ لِسَيْفِنَا
أَوْ سَيْفِ مَنْ دَقَّ الطُّبُولَ لأَجْلِنَا.
(6)

قَدْ آنَ وَقْتُ الإِنْتِقَامْ

قَدْ آنَ قَتْلُكَ 
وَالتَّطَلُّعُ نَحْوَ قَلْعِكَ مِنْ نَوَاحِي أَرْضِنَا

أَوَلَيْسَتِ الأَرْضُ الَّتِي قَلْبُ الْجَزِيرَةِ أَرْضُنَا؟
فِي أَرْضِ خَيْبَرَ وَالنَّضِيرِ وَقَيْنُقَاعْ
مَا زِلْنَا نَطْلُبُ رَدَّهَا
لِنُعِيدَ فِينَا حَدَّهَا
وَحُصُونَهَا
وَنُذِيقَ قَلْبَكَ بَعْدَ سَحْقِكَ بَأْسَنَا.
(7)

قَدْ آنَ وَقْتُ الإِنْتِقَامْ

قَدْ آنَ قَتْلُك 
وَالتَّطَلُّعُ نَحْوَ ثَأْرٍ بَاتَ يُشْعِلُ نَارَنَا

حَتَّى تُطَأْطِئَ رَأْسَكَ الْمَحْشُوَّ كِبْرَاً عِنْدَنَا
وَتُطِيعَنَا 
وَالْتُعْطِنَا أُذْنَاً تَصِيخُ لِهَمْسِنَا
نُخْبِرْكَ صِدْقَاً مَا تُرَتِّبُ لِلْدُّنَا تَوْرَاتُنَا
أَنْ كُلُّ شَيْءٍ سَوْفَ يُصْبِحُ مِلْكَنَا
فَالنِّيلُ نَحْنُ نُعِدُّ كَأْسَاً ذَاتَ يَوْمٍ فِيهِ نَشْرَبُ مَاءَهُ
مِثْلَ الْفُرَاتِ كَمَا تَرَى
أَمْ أَنَّ عَيْنَكَ مِنْ عَشَاهَا لَيْسَ تُحْسِنُ أَنْ تُطَالِعَ مَا جَرَى
فَالأَرْضُ وَالْمَالُ الْوَفِيرُ بِأَمْرِنَا
وَالْعِرْضُ أَيْضَاً وَالنِّسَا... مِلْكٌ لَنَا.
(8)

بِالْحَرْبِ نَسْبِي لِلْيَهُودِ نِسَاءَكُمْ

وَنُعِيدُ مِنْكُمْ أُمَّنَا!!

أَوَلَيْسَتِ الأُمُّ الَّتِي تُدْعَى صَفِيَّةُ  أُمَّنَا؟؟
بِنْتُ الْمَلِيكِ الْخَيْبَرِيَّةُ رَأْسُنَا...
فَلَسَوْفَ نُدْرِكُ ثَأْرَهَا
وَنَجِيءُ نَأْخُذُ دَارَهَا وَنَزُورُ جَمْعَاً قَبْرَهَا
وَنَشِيدُ فَوْقَهُ هَيْكَلاً مِنْ دِينِنَا
وَنُذِيقُ خَشْمَ الزَّاعِقِينَ نِعَالَنَا
لِتَظَلَ أَنْتَ الْمُسْتَبَاحَ لِسَيْفِنَا
أَوْ سَيْفِ مَنْ غَشِيَ الْبِطَاحَ لأَجْلِنَا.
(9)

قَدْ آنَ وَقْتُ الإِنْتِقَامْ

قَدْ آنَ قَتْلُكَ 
وَالتَّطَلُّعُ نَحْوَ قُدْسٍ فِي الْكِنَانَةِ شَاقَنَا

أَوَلَيْسَ قَبْرُ أَبِي حَصِيرَةَ فِي الْبُحَيْرَةِ مَهْدُنَا
سَنَجِيئُهُ نَحْسُو عَلَيْهِ خُمُورَنَا
وَيَجِيئُ مُوسَى مِنْ جَدِيدٍ خَلْفَنَا
لِيُعَلِّمَ الْفِرْعَوْنَ حَقَّ يَهُودِنَا
لِنَجُوسَ جَهْرَاً فِي خِلاَلِ دِيَارِكُمْ
بَحْثَاً دَؤُبَاً عَنْ عِتَابِ دِيَارِنَا.
(10)

أَوَلَيْسَتِ الْحَانَاتُ فِي خَانِ الْخَلِيلِي وَكْرُنَا

فِيهَا الْيَهُودُ تَوَالَدُوا وَتَكَاثُرُوا
فِي حَارَةٍ كُنَّا زُنَاةَ جُنُودِهَا.. وَبُنُوكَهَا
فِيهَا نُعِيدُ لِسَانَكُمْ خِزْيَاً يَلُوطُ حُلُوقَكُمْ
وَنُحِيلُ كُلَّ سَلاَحِكُمْ عَارَاً يُزَانِي عِرْضَكُمْ
وَنُرِيكُمُ وَقْتَ اللُّزُومِ سِلاَحَنَا
حَتَّى تَظَلَّ قُلُوبُكُمْ فَزْعَى تَخَافُ سُيُوفَنَا
وَسُيُوفَ مَنْ يُمْلِي عَلَيْكُمْ رَأْيَنَا
يَا أَيُّهَا الْعَرَبِيُّ أَنْتَ الْمُسْتَبَاحُ لِغَيِّنَا
وَلِغَيِّ مَنْ يَنْحُو لِمَحْوِكَ مِنْ قُرَانَا نَحْوَنَا 
قَدْ آنَ وَقْتُ الإِنْتِقَامْ
قَدْ آنَ قَتْلُكَ وَالتَّطَلُّعُ نَحْوَ نَفْيِكَ مِنْ هُنَا
فَالْقُدْسُ أَوَّلُ مَا يَعُودُ إِلَى خَرِيطَةِ مُلْكِنَا
وَالْـ غَزَّةُ الْفَيْحَاءُ أَوَّلُ غَزْوِنَا
لاَ تَنْتَظِرْ إِنَّا سَنَأْتِي فَوْقَ صَهْوَةِ خَيْلِنَا
فِي أَيِّ رَبْعٍ مَا تَكُونُ فَرَبْعُنَا
وَلَقَدْ أَخَذْنَا ذَا الْفُرَاتَ وَسَوْفَ نَأْخُذُ نِيلَنَا.
 ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  


ملحوظة هامة:

جميع حقوق الملكية للقصائد المنشورة بهذا الموقع الشخصي محفوظة حيث تم نشرها من قبل بدواوين شعر مسجلة بأرقام إيداع قانونية بدار الكتب والوثائق المصرية كل قصيدة بديوانها وتاريخ نشرها.