وَأَسْقِيَ أَرْضَكِ دَمْعَ عُيُونِي
وَأُسْرِجَ خَيْلَكِ غَيْظًا مُوَشَى
بِكَفٍ تَمَدَّدَ نَحْوَ السَّمَاءِ
لِيَلْعَنَ عِنْدَكِ كُلَّ الطُّغَاةِ وَكُلَّ البُغَاةِ وَكُلَّ الْجُنَاة
سَآتِي إِلَيْكِ صَبَاحَاً وَلَيْلاً
وَوَقْتَ الظَّهِيرَةِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَبَعْدَ الزَّوَالْ
* * *
سَآتِي لأَغْزِلَ مِنْكِ قَصِيدًا بُرُودًا بِنَقْشِ الْحُرُوفِ الْعَطَاشَى فُنُونًا وَدَلًّا وَسِحْرًا وَرَقْصًا وَغُنْجًا يُحَاكِي خَيَالَ الْحِسَانْ
* * *
سَآتِي عَلَى مَتْنِ هَذَا الْجَوَادِ وَسَيْفِي يَرَاعٌ سَيَقْطَعُ مِنْكِ وَرِيدَ الْمِدَادِ يَسِيلُ إِلَيَّ حُرُوفَ قَصِيدٍ أَحُطُّ عَلَيْهَا نِقَاطَ الْحَيَاةِ وَخَطَّ الطَّرِيق
* * *
سَآتِي وَأَفْتَحُ دَوْحَ الْفُؤَادِ لِيُنْشِدَ شِعْرَ الشُّمُوخِ جِيَادًا عَلَيْهَا الْفَوَارِسُ عُرْبٌ نَشَامَى تُطَوِّحُ سَيْفَ الْمُثَنَّى يُخَاطِبُ أُمَّ عِمَارَةَ:
هَذَا صَلِيلُ سُيُوفِ الْجِهَادِ وَتِلْكَ دِمَانَا عَلَيْهَا شُهُود
فَعَنْكِ نُسَيْبَةُ إِنَّا رِجَالٌ
وَلَكِنَّ زَيْفَ الرِّجَالِ سَقَانَا كُؤُوسَ النِّسَاءْ
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ لأَحْمِلَ عَنْكِ هُمُومَ الطَّرِيقِ
هُمُومَ الْحَوَارِي بِحَيْفِ القُضَاةِ
وَضِيقَ الْجَوَارِي بِزَيْفِ الرِّجَالِ وَمَوْتِ العِيَالِ
وَهُمْ يَسْلُكُونَ طَرِيقَ الْمَدَارِسِ وَقْتَ الشُّرُوقْ
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ أَقٌصُّ عَلَيْكِ
دُمُوعَ الصِّغَارِ تُشَيِّعُ كُلَّ صَبَاحٍ شَهِيدًا
وَتَغْسِلُ كُلَّ مَسَاءٍ وَلِيدًا
وَتَكْتُبُ أَنِّي مَلأْتُ الفَضَاءَ صُرَاخًا
سَيُعْلِنُ أَنِّي لَعَنْتُ بِحُزْنِي سُكُوتَ الرِّجَالْ
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ وَكَفِّي وُرُودٌ وَصَدْرِي عُهُودٌ
وَدِيوَانُ شِعْرِي أَغَارِيدُ حُبٍّ
وَمَجْدٌ تَتُوقٌ إِلَيْهِ الْقُلُوب
تَشدُّ إِلَيْهِ جَمِيلَ الرِّحَال
وَتَحْمِلُ هَمًّا يُزِيلُ الْجِبَال
وَيَفْرِي الْجِدَارَ وَتَغْسِلُ عَارًا بِهِ أَلْفُ عَار
سَآتِي إِلَيْكِ
سَآتِي إِلَيْكِ
==============================================================