الديوان الثاني: بحور الشعر أسراري



رِسَالَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ r





رَسُـولَ اللهِ إِنِّـي يَـا حَبِيبِـي
                ذَكَرْتُكَ كَلَّمَا كَثُرَتْ خُطُوبِـي
وَتَاهَتْ فِي الْفَدَافِـدِ  أُمْنِيَاتِـي
وَسَارَتْ فِي الْمَحَافِلِ  بِالْوَجِيبِ
لَعَلِّي أَتَّلِـي  دَرْبَـاً  صَحِيحَـاً
بِسُنَّتِكَ الَّتِـي تَجْلُـو كُرُوبِـي
يُجَنِّبُنِي التَّقَحُّمَ فَـي الْمَهَـاوِي
وَيَشْحَذُ هِمَّتِي نَحْوَ  الرُّغُـوبِ
وَيُشْهِدُ رَبِّـيَ  التَّـوَّابَ  أَنِّـي
أُحِبُّكَ فَوْقَ  نَفْسِـي  يَاحَبِيبِـي
(1)
سَتَعْجَبُ أَنْ تَرَانِي  فِي  حَيَاتِـي
أَبِيَّ النَّفْسِ فَي سِلْكِ  النُّكُـوبِ
غَرِيبَـاً غَيْـرَ مُؤْتَنِـسٍ بِخِـلٍّ
طَرِيدَاً غَيْرَ مَعْـرُوفِ الذُّنُـوبِ
وَتَعْجَـبُ أَنَّنِـي بِالْكَوْنِ حَـيٌّ
وَهَذَا الْكَوْنُ يَعْصِفُ بِالْغَرِيـبِ
ظَلُـومٌ غَيْـرُ مُنْتَبِـهٍ  لِزَيْـفٍ
وَطَيْفٍ بَاتَ يَرْسُفُ فِي  الْعُيُوبِ
حَرِيصٌ أَنْ تَئِـنَّ بِـهِ  حَيَاتِـي
وَتَثْقُـلَ بِالرَّزَايَـا وَالْحُـرُوبِ
وَأُفْتَنَ فِـي مَعَايِشِهَـا وَأَبْقَـى
حَزِينَاً شَاكِيَ الأَمَلِ  الْكَـذُوبِ
كَسِيرَ النَّفْسِ مَذْعُـورَاً  تَرَانِـي
قَلِيلَ الضِّحْكِ  مَوْفُورَ  الْقُطُوبِ
مَرِيضَـاً دُونَ سُقْـمٍ يَعْتَرِينِـي
خَفِيَّ الْكَلْمِ مَظْهُورَ الشُّحُـوبِ
وَسِيعَ الأَرْضِ فِي وَطَنٍ قَضَى لِي
أَلُوكُ الذُّلَّ فِـي رَبْـعٍ سَلِيـبِ
وَأَنْظُرُ إِذْ عَلَيْهِ أَتَـى  السَّعَالِـي
تُعَرْبِـدُ لِلإِغَاظَـةِ  بِالصَّلِيـبِ
سَأَبْقَى وَاعِيًا رَغْـمَ الْمَهَـاوِي
وَرَغْمَ التِّيهِ أَرْكُضُ فِي  الدُّرُوبِ
لأَبْعَثَ مِنْ  مَتَاهَاتِـي  سُـؤَالاً
ذَكِيَّ النَّـارِ مُسْتَعِـرَ اللَّهِيـبِ
أَهَذِي الأَرْضُ لِي  فِيهَا  مَكَـانٌ
كَمَا لِلْكَلْـبِ أَرْضٌ أَوْ لِذِيـبِ
                      (2)
رَسُـولَ اللهِ إِنِّـي يَـا حَبِيبِـي
سَقِيمٌ مَسَّنِـي غَـيُّ  الْجَنِيـبِ
لَئِيمٍ جَاءَ يَفْسُقُ  فِـي  دِيَـارِي
وَلِصٍّ جَاءَ يَسْرِقُ مِنْ  طُيُوبِـي
وَخَيْـلٌ قَتْلُهَـا عَلَنَـاً تَوَالَـى
بِقَتْلِ الطَّامِحِينَ  إِلَى  الرُّكُـوبِ
لِتَرْسُفَ دُونَ  أَوْكَارِ  الأَفَاعِـي
وَيُفْسَـحَ لِلْمُنافِـقِ  وَالمُرِيـبِ
وَحَامٍ لاَ يُصَـانُ بِـهِ  حِمَـامٌ
ذَهِيبُ الرِّيحِ  مَعْدُومُ  الْهُبُـوبِ
وَيَضْحَكُ فِي الْمَآسِي مِلْئَ فِيـهِ
وَيَرْشُقُنِي بِعُبْسِي فِـي الْقَلِيـبِ
وَيَأْخُذُ مِنْ غِرَاثِي  كُـلَّ  تَمْـرٍ
وَبِاسْمِ التَّمْرِ يَسْرِقُ مِنْ  جَنِيبِـي
وَيَحْفَظُ لِلْغَرِيبِ بَنَـاتِ عَهْـدٍ
وَيَعْصِفُ بِالْعُهُودِ  عَلَى  الْقَرِيبِ
وَيُغْلِـقُ دُونَ  أَنَّاتِـي  سَمَـاهُ
وَيَحْسِبُ أَنَّتِي ضِمْنَ  الذُّنُـوبِ
فَيُرْجِـفُ أَنَّهَـا رَأْيٌ  فَأُرْمَـى
بِجُبِّ الصَّمْتِ مَشْقُوقَ الْجُيُوبِ
وَيَأْمُرُنِي بِأَنْ أَنْسَـى وُجُـودِي
وَيَنْهَى أَنْ أُجَاهِـرَ  بِالرُّغُـوبِ
وَأُنْشِدَ فِي قَصِيدِي لَحْنَ حُـزْنٍ
يُهَدْهِدُ هَمْسَةَ الصَّمْتِ  الرَّهِيبِ
وَيَنْشُدَ فِي فِجَاجِ  الأَرْضِ  بَيْتَـاً
كَمَا لِلْكَلْبِ  بَيْـتٌ  أَوْلِذِيـبِ
                    (3)
رَسَـولَ اللهِ إِنِّـي يَـا حَبِيبِـي
فَرَكْتُ الْعَيْشَ فِي كَوْنٍ كَئِيـبِ
وَآمُلُ أَنْ أُسَاقَ إِلَـى  رِكَـابٍ
بِهِ أَمْثَالُ صَحْبِكَ فِي الشُّعُـوبِ
بُدُورِ الدَّهْرِ قَدْ  زَانُوا  سَمَاهُـمْ
بِنُـورٍ يَتَّلِـي ظَهْـرَ الْمَغِيـبِ
عَلَى تَوْحَيدِ رَبٍّ قَـدْ هَدَاهُـمْ
بِرَغْمِ الْحَادِثَاتِ خُطَى الْحَبِيـبِ
إِذَا مَا الْفَجْرُ لاَحَ إِلَى  شُـرُوقٍ
أَتَوْا خَلْفَ الإِمَامِ بِـلاَ لُغُـوبِ
وَصَلُّوا خَمْسَهُمْ دُونَ  ابْتِئَـاسٍ
وَصَامُوا شَهْرَهُمْ رَغْمَ التُّعُـوبِ
وَحَجُّوا كَعْبَةَ الرَّحْمَـنِ  دِينَـاً
وَسَاقُوا هَدْيَهُمْ  طُعْمَ  الْغَرِيـبِ
وَأَدَوْا مَا لِرَبِّ الْمَـالِ طَوْعَـاً
وَكَانُوا بِالْعَدَالَةِ نَشْـرَ  طِيـبِ
وَقَامُوا فِي رُبُوعِ الأَرْضِ عَـدْلاً
شُمُوسَاً لَيْسَ تَأْبَـهُ  بِالْغُـرُوبِ
فَكَانَ الْخَيْرُ مَا كَانُـوا  قِيَامَـاً
وَكَانَ الشَّرُّ مَنْـزُوعَ  النُّيُـوبِ
وَكَانَ الضَّرْعُ مَوْسُومَـاً بِنَيْـلٍ
وَكَانَ الزَّرْعُ مَوْفُورَ  الْحُبُـوبِ
وَكَانَ الْحُكْمُ عَدْلاً  فِـي  وُلاةٍ
تَهَـابُ اللهَ  عَـلاَّمَ  الْغُيُـوبِ
وَكُلُّ الأَرْضِ بَاتَتْ  فِي  حِمَاهُمْ
وَكَانَ الأَمْنُ كَالظِّلِّ  الرَّحِيـبِ
فَسَاقَتْ بِنْتُ ظَعْنٍ فِي الْفَيَافِـي
فَمَا فَزِعَتْ بِكَلْـبٍ أَوْ بِذِيـبِ
(4)
رَسُـولَ اللهِ إِنَّـي  يَاحَبِيـبِـي
وَصَلْتُ شَبَابَ حُبِّي بِالْمَشِيـبِ
فَهَلْ لِي مِنْ رِحَابِكَ فِي شَكَـاةٍ
لِرَبِّ الْعَرْشِ تَحْمِلُ مِنْ  نَحِيبِـي
لَعَلَّكَ إِنْ شَفَعْتَ لَهَـا تُلاَقِـي
بِـإِذْنِ اللهِ مَغْفِـرَةَ الرَّقِـيـبِ
فَيَخْتِمَ بِالأَمَانِ نَحِيـبَ  قَلْبِـي
وَيُشْرِقَ بِالسَّمَاحِ عَلَى دُرُوبِـي
فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ آذَيْـتُ  نَفْسِـي
بِعِصْيَانٍ تَلَـوَّنَ فِـي  ذُنُوبِـي
وَجُرْمٍ لَسْـتُ أَذْكُـرُهُ  حَيَـاءً
وَغَيٍّ فِي  مَسَارَاتِـي  عَجِيـبِ
وَجَهْلٍ قَدْ تَجَاسَرَ فِيـهِ  ظُلْـمٌ
وَسُقْمٍ فَاقَ  مَقْـدِرَةَ  الطَّبِيـبِ
سَأَشْكُو مِنْ رِحَابِكَ  كُلَّ  ضِيقٍ
لأَصْفُوَ فِي  جَنَابِكَ  بِالْمُجِيـبِ
وَأُعْلِـنَ أَنَّنِـي أَبَـدَاً سَأَبْقَـى
شَهِيدَاً بِالْكِتَابِ عَلَـى عُيُوبِـي
وَهَذِي السُّنَّـةُ الْغَـرَّاءُ  أَتْلُـو
طَرِيقَاً فِيهَا أَهْتِـفُ  بِالْقَرِيـبِ
عَسَاهُ إِذَا صَدَقْنَـا  ذَاتَ  يَـوْمٍ
يُخَفِّفُ مِنْ  مَغَبَّاتِ  الْكُـرُوبِ
وَيَبْعَـثُ بَيْنَنَـا أَبْنَـاءَ حَــقٍّ
تَسُومُ الْحُكْمَ بِالشَّرْعِ  الْخَصِيبِ
وَتُؤْمِـنُ أَنَّ نَصْـرَ اللهِ  يَأْتِـي
يُصَاحِبُ كُلَّ ذِي  دِينٍ  أَرِيـبِ
بِهَذَا جِئْـتُ رَبِّـيَ  مُسْتَجِيـرَاً
وَجَـــارُ اللهِ جَـــــارُكَ يَـــا حَــبِــيــبِـــي
 -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
rrrrrrrrrrr
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  

ــــــــــــــــــــ



ملحوظة هامة:

جميع حقوق الملكية للقصائد المنشورة بهذا الموقع الشخصي محفوظة حيث تم نشرها من قبل بدواوين شعر مسجلة بأرقام إيداع قانونية بدار الكتب والوثائق المصرية كل قصيدة بديوانها وتاريخ نشرها.