ضَاقَ ذَرْعًا بِالْمَحَبَّةِ فَاعْتَذَرْ
وَطَفِقْتِ ضِيقًا تَهْتِفِينَ بِسَاحَتِي:
قَرَّرْتُ هَجْرَكَ… فَانْتَهِ
قَرَّرْتُ هَجْرَكَ… فَانْتَهِ
عَنْ عَزْفِ شِعْرِكَ فِي السَّحَرْ؛
وَقْتَ التِقَاءِ سُهَيْلِ حُبِّكَ فِي السَّمَاءِ
ثُرَيَّتِي
لَحْنًا يُهَيِّجُ أَبْحُرِي
وَقْتَ انْبِعَاثِكَ فِي كَيَانِي
مِثْلَ نَوْبَاتِ الْخَدَرْ
طَيْفًا يُشَكِّلُنِي قَصِيدًا
عَزْفًا يُرَاقِصُنِي اشْتِعَالِيَ كُلَّمَا بَزَغَ
الْقَمَرْ
فَأَعُودُ أَرْكُضُ نَحْوَ شِعْرِكَ مِنْ جَدِيد
أَوْ أُوَاصِلُ قَصَّ سَيْرِكَ
فِي مَتَاهَاتِ السَّفَرْ.
فَهَمَسْتُ -أَخْطُبُ وُدَّهَا-:
هَذَا الْمُرَادُ حَبِيبَتِي
فَالتِّيهُ فِي السَّفَرِ الْمُجَازِفِ
فِي عُيُونِكِ عَيْنُ عِشْقِي
مُذْ عَرَفْتُكِ فِي الدُّهُورِ الْغَابِرَةْ
وَنَجَاةُ نَفْسِي بِالشِّفَا
إِذْ أَلِفْتُكِ فِي الْمَدِينَةِ سَاحِرَةْ
نَفَثَتْ عَلَى عُقَدِ الْمَحَبَّةِ
بِالْحُرُوفِ الشَّاعِرَةْ
رُوحًا… تُشَكِّلُهَا تَفَانِينُ القَدَرْ:
إِذَا مَا الشَّمْسُ غَيَّبَهَا السَّحَابْ
نَشِيدًا بَيْنَ أَغْصَانِ الشَّجَرْ
نَشْرًا رَبِيعِيًّا يُجَمِّلُ لِي الرَّبِيعَ
أَرْضًا تُنَبِّتُ أُمْنِيَاتِي كُلَّمَا
وَاخْتِيَالًا رَاسِمًا أَمَلاً يُرَفْرِفُ
كَالفَرَاشَةِ بَيْنَ أَكْمَامِ الزَّهَرْ
تَحْتَ النَّخِيلِ السَّامِقَاتِ إِلَى السَّمَاءِ
الْعَالِيَةْ
خَلْفَ السَّحَابِ بِقَدِّهَا الْمَيَّاسِ تَتِّشِحُ
القَمَرْ
وَقَطِيفَةً خَضْرَاءَ كُنْتُ وَشَمْتُهَا
بِقَصِيدَةٍ عُنْوَانُهَا:
إِنِّي أُحِبُّكِ يَا فَتَاتِي الْغَالِيَةْ
مِنْ بَسْمَتِي فِيهَا رَسَمْتُ خَرِيطَتِي
وَرَصَدْتُ فِيهَا بَسْمَتَكْ
إِشْرَاقَ صُبْحٍ فِيهِ قَامَتْ حُجَّتِي:
-بَيْنَ الرُّمُوشِ الجَّارِحَاتِ وَمُهْجَتِي-:
أَنِّي مَنَحْتُكِ كُلَّ عُمْرِي
عَلَى تَخُومِ الدَّارِ أَرْتَقِبُ الأَمَلْ
وَظُهُورَ وَجْهِكِ فِي نَسِيجِ قَصَائِدِي
أَمَلاً تَوَسَّمَ فِي رَبَابِ الْغَيْمِ غَيْثًا
أُنْثَوِيًّا
مُشْتَاقَةٍ حَقْلِي الَّذِي
ظَلَّتْ وُرُودِي تَعْشَقُه
طَيْرًا يُعَشِّشُ فِي قَوَافِي أُمْسِيَاتِي
السَّاهِرَةْ
يُلْقِي الْجَنَاحَ عَلَى الْحُرُوفِ النَّافِرَةْ
وَيَحُوزُهَا نَغَمًا شَجِيًّا
صَوْتًا يُجَلْجِلُ فِي كَيَانِكِ:
حَوْلِي وَكُونِي نَبْضَ قَلْبِي