من وحي رحلة الحج المباركة




مِنْ وَحْيِّ رِحْلَةِ الحَجِّ المُبَارَكَةِ...






مَــــــاذَا عَـــسَـــى مِــثْــلِــي يَـــخُــــطُّ وَيَــكْــتُـــبُ
              وَالــنَّــفْــسُ تَـــرَعَـــى فِــــــي هَـــوَاهَـــا تَــلْــعَـــبُ
كَـتَــمَــتْ عَــلَـــيَّ مَـسَــاوِئِــي فِـــــي غَــوْرِهَـــا
فَـصَــبَــوتُ أَغْــفُـــو فِــــــي الْـــهَـــوَى أَتَــقَــلَّــبُ
وَجَـــــوَادُ رُوحِـــــي مَـــــا غَــفَـــا عَـــــنْ عِــلَّــتِــي
فَـــــــأَفَـــــــاقَ خَـــــــوْفًـــــــا دُونَـــــــهَـــــــا  يَـــــتَـــــوَثَّـــــبُ
وَرَأَيْــــتُــــهُ جَــــــــدَّ الْــخُـــطَـــى نَــــحْــــوَ الــــهُـــــدَى
حَــيْــثُ الـمُــسِــيءُ إِذَا خَــطَـــى يَـتَـطَـيَّــبُ
-وَأَنَــــــا الـفَـقِــيــرُ إِلَـــــــى الــرَّحَــائِـــمِ كُــلِّــهَـــا
وَأَنَـــــا الْـــجَـــرِيءُ إِلَــــــى الـــبَـــلاءِ الْــمُــذْنِــبُ
وَأَنَـــــــــــــــا الْـــــمُـــــزَيِّـــــنُ نَـــــفْـــــسَـــــهُ  بِـــــغُـــــرُورِهَــــــا
وَأَنَـــــــــــا الْـــمُــــتَــــوِّهُ رُوحَـــــــــــهُ  الْــمُــتَــقَـــلِّـــبُ-
فَـــتَـــبِـــعْـــتُــــهُ وَأَتَــــــــيْــــــــتُ مَــــــــكَّــــــــةَ  طَـــــالِـــــبًــــــا
طَـوْقَ النَّجَـا مِـنْ جُـرْمِ نَفْـسِـي أَهْــرَبُ
 فَـــــإِذَا الــجَـــلالُ قَـــسَـــى لِـــسُـــوءِ جَــرِيــرَتِــي
فَـــتَــــحَ الــجَــمَـــالُ بِـــــــهِ سَــمَـــاحًـــا يَــــرْحُــــبُ
فَـــوَقَــــفْــــتُ بَــيْــنَــهُـــمَـــا بِــــأَجْــــمَــــلِ حَــــــيْــــــرَةٍ
بَـيْــنَ الــرَّجَــا وَالــخَــوْفِ كُــنْــتُ أُغَــالَــبُ
فَـذَكَــرْتُــنِــي إِذْ كُــــنْــــتُ عَــــابِــــدَ شَــهْـــوَتِـــي
مُــــتَــــخَــــوِّفًـــــا يَـــــــــــــــــوْمَ الـــــلِّــــــقَــــــا  أَتَــــــــرَقَّـــــــــبُ
وَذَكَــرْتُــنِـــي إِذْ كُــــنْــــتُ أُرْسِــــــــلُ دَمْــعَـــتِـــي
مُــتَـــرَجِّـــيًـــا جَـــــــــــوْفَ الـــــدُّجَــــــا  أَتَــــــقَــــــرَّبُ
فَــــقَــــفَـــــزْتُ أَلْـــــــثُـــــــمُ كَـــعْـــبَــــتِــــي مُــتَـــعَـــلِّـــقًـــا
أَسْــــتَــــارَهَـــــا نَــــــحْـــــــوَ الــــسَّـــــمَـــــا أَتَـــــــوَثَّـــــــبُ
وَهَــــتَــــفْــــتُ مُـــخْـــتَـــنِــــقَ الــــلِّــــسَـــــانِ بِــــنَــــبْـــــرَةٍ
حَـــيْـــرَى تَـتَـعْــتَــعُ فِــــــي لِــسَــانِــي تُـــعْــــرِبُ:
هَـــــــذَا عُــبَــيْـــدُكَ عِـــنْــــدَ بَــيْـــتِـــكَ  ضَــــــــارِعٌ
فِـــــــي جَـــنَّــــةِ الْـــحَــــرَمِ الــشَّــرِيـــفِ مُـــعَــــذَّبُ
 مُــتَــحَـــيِّـــرٌ وَالـــسَّـــيْــــلُ قَــــــــــدْ بَـــــلَـــــغَ  الـــــزُّبَــــــا
وَالآهُ تَــــهْـــــتِـــــفُ وَالـــــوَجِـــــيـــــبُ  يُـــــــثَــــــــوِّبُ
وَالـجِـسْــمُ أَزَوَى مِــــنْ مَـهَــابَــةِ مَـــــا يَـــــرَى
وَالْـــوَجْـــهُ أَطْــــــرَقَ وَالـــدُّمُــــوعُ تَــسَــرْسَـــبُ
وَإِذَا الـخُــشُــوعُ كَــسَـــا الــبُــكَــاءَ مَــهَــابَــةً
وَإِذَا الأَكُـــــــــــــــفُ ضَـــــــــــــــوَارِعٌ  تَــــتَــــطَــــلَّــــبُ
وَالــــــرُّكْــــــنُ حَــــــيَّـــــــا الــطَّــائِـــفِـــيـــنَ بِـــلُـــطْـــفِــــهِ
وِالــحِـــجْـــرُ حَــــــــوْلَ غُـــشَـــاتِـــهِ مُــــحْـــــدَوْدِبُ
وَإِذَا الــصَّــفَــا سَــــــاقَ الـحَـجِــيــجَ لِـــمَــــرْوَةٍ
شَـهِــدُوا اليَـقِـيـنَ حِـــذَا الـخُـطَـا يَـتَـحَـزَّبُ
وَالــبِـــئْـــرُ فَــــاضَــــتْ لـلـعَــطَــاشَــى زَمْــــزَمًـــــا
مَــــــــــــــــــاءً نَــــــمِــــــيــــــرًا لِـــلـــتَّــــضَــــلُّــــعِ يُـــــــــشْـــــــــرَبُ
مَــــــالِـــــــي وَذَاكَ وَقَـــــــــــــدْ رَأَيْــــــتُـــــــكَ رَبَّـــــــنَـــــــا
فِـــي كُـــلِّ ذَاكَ مُـغِـيـثَ عَــــاصٍ يَــرْغَــبُ
 سَــــفَــــحَ الــــدُّمُـــــوعَ إِذِ اقْـــشَـــعَـــرَّ نَــــدَامَـــــةً
وَصَــــغَـــــا لِـــحِـــسِّـــكَ وَالـــجَـــوَانِـــحُ تَـــــرْهَـــــبُ
فَكَشَـفْـتَ عَــنْ قَلْـبِـي السِّـتَـارَ لِلَحْـظَـةٍ
فَـــــرَأَى صِـفَــاتِــكَ فِـــــي عُـــلاَهَـــا تَـــقْـــرُبُ
تَــــرِبَــــتْ يَــــــــدَايَ وَقَـــــــــدْ رَأَيْــــتُـــــكَ  تَـــائِـــبًـــا
وَيَـــــــــدَاكَ مُـــــــــدَّتْ لـلــحــجــيــج تُــــرَحِّـــــبُ
وَرَآكَ تَـــــبْـــــسُـــــطُ لِـــلْــــجَــــمُــــوعِ  وَكُـــــلُّـــــهُــــــمْ
رَحْــــبُ الــسُّــؤَالِ وَجُـــــودُ بِـــــرِّكَ أَرْحَـــــبُ
فَسَجَدْتُ أُثْبِتُ فِي شُهُودِكَ شَكْوَتِي
وَشَــــكَـــــاةَ أُمَّـــــــــةِ أَحْـــــمَـــــدٍ أَسْــتَــصْـــحِـــبُ
وَظَــــنَــــنْـــــتُ أَنَّـــــــــــــك لاَ تُــــخَـــــيِّـــــبُ أُمَّــــــــــــــةً
تَــتْــلُـــو الــجِــهَـــادَ إِلَـــــــى الــــرِّضَــــا تَــتَـــوَثَّـــبُ
وَرَجَــــوْتُ أَنَّـــــكَ فِـــــي الـجَــنَــابِ تَـخُـصُـنِــي
بِــــمَــــزِيـــــدِ تَـــــــــــــوْبٍ لا أَعُــــــــــــــودُ فَـــــــأُذْنِـــــــبُ
 =======================================================================================

  


ملحوظة هامة:

جميع حقوق الملكية للقصائد المنشورة بهذا الموقع الشخصي محفوظة حيث تم نشرها من قبل بدواوين شعر مسجلة بأرقام إيداع قانونية بدار الكتب والوثائق المصرية كل قصيدة بديوانها وتاريخ نشرها.