الموت جهادا أو عودة





المَوْتُ جِهَادًا أَوْ عَوْدَة
في ذكرى استشهاد البطل أحمد يسن






وَدِمَائي تَكْتُبُ  فِي  البَلْدَة
             عُنْوَانَاً  يَهْتِـفُ  لِلنَّجْـدَةْ
مِنْ دَفقِ وَرِيدِي  أَسْطُـرُهُ
بُرْكَانًا يُفْلِـقُ  كَالـوَرْدَةْ
مِنْ جِسْمٍ ضَحْلٍ مَنْهُـوكٍ
مَحْبُوسٍ يَرْسُفُ  فِي  قَعْدَةْ
مَعْرُوفٍ بِاسْمٍ فِي  مَعْنًـى
يَجْتَاحُ عَدُوِّي كَالرَّعْـدَةْ
وَالْمَوْطِنُ غَزَّةُ فِـي أَرْضٍ
مَسْجُونَةِ ظُلْمٍ فِي  نِكْـدَةْ
لاَ عَـمٌّ بَـاتَ يُهَدْهِـدُهُ
أَوْ خَالٌ يَدْفَعُ مَـنْ هَـدَّهْ
فَنَذَرْتُ أَدْافَعُ عَنْ وَطَنِـي
بِالْمَوْتِ جِهَادَاً أَوْ عَـوْدَةْ
 لِلْحَقِّ بَذَلْتُ جَنَا رُوحِـي
وَدَرَجْتُ أُقَاوِمُ مَنْ صَـدَّهْ
لأُجَدِّدَ  عِـزَّةَ  أَوْطَانِـي
بِالْعَزْمِ أُجَاهِدُ  فِي  شِـدَّةْ
وَبِرَغْمِ  الْعَجْزِ  بِأَطْرَافِـي
سَجَنُونِي لَيْثًا فِي  وَهْـدَةْ
فَبَعَثْتُ جِهَادِي مِنْ سِجْنِي
قُرْآنًـا يُتْلَـى  للوِحْـدَةْ
فَأَحَالَ خَرِيطَةَ  سَجَّانِـي
أَوْهَـامَ لَيَـالٍ  مُسْـوَدَّةْ
بِشَبَابٍ يَزْأَرُ فِي  الْـوَادِي
وَرَصَاصُ الغَدْرِ فَرَى جِلْدَهْ
فَيَصِيرُ شَهِيدًا فِي شَـرَفٍ
وَجَنَائِـزَ تَهْتِـفُ: لاَ رِدَّةْ
 وَيَعُودُ  المَـوْتُ  بِغِلْمَـانٍ
مِنْ نَزْفِ دِمَانَـا  مُنْقَـدَّةْ
أَوْ طِفْـلٍ يَـرْدَعُ أَلْوِيَـةً
بِحَصَاةٍ  تَعْصِفُ  بِالعُـدَّةْ
وَبَنَاتٍ تَغْـزِلُ  أَفْكَـارِي
رَايَـاتٍ تُرْفَـعُ لِلنَّجْـدَةْ
قَدْ صَارَ صُمُودِي آسَـادًا
بِالـدَّمِّ تُسَابِـقُ لِلْعَـوْدَةْ
وَثُغُورًا تَبِنِي لِـي  شَرَفـا
بِصُدُورٍ  صَمَدَتْ  كَالسُّدَةْ
فَأَتَيْتُ اللَّيْلَ بِهِـمْ  رَبِـي
وَالرَّبُّ سَيَنْصُرُ مَـنْ  وَدَّهْ
وَسَأَلْتُ إِلَهِي  فِـي  أَدَبٍ
كَيْ يُنْجِزَ لِي فَضْلاً  وَعْدَهْ
 فَحَبَانِـي لَحْظَـةَ إِيمَـانٍ
وَسَقَانِي الشَّوْقَ  لَهُ  وَحْدَهْ
وَاسْتَاقَ كَياني إِذْ  يُبْـدِي
تَأْذِينُ الفَجْرِ هُنَا  مَجْـدَهْ
فَأتَيْتُ المَسْجِدَ  مَحْمُـولاً
لاَ أَحْمِلُ سَيْفا بلْ عُهْـدَةْ
اللهُ كَسَانِـي  بُرْدَتَـهَـا
لاَ عَيشَ لِمَن يُلْقِي  بُـرْدَهْ
صَلَيْـتُ لِربِـي  مُنْتَبِهَـاً
لِجِهَـادٍ  عَلَّمَنِـي  وِرْدَهْ
وَخَرَجْتُ أُسَبِّحُ لِلْهَـادِي
وَالْكَوْنُ يُسَبِّحُ مَنْ  حَـدَّهْ
وَبِذَاتِ اللَّحْظَةِ  شَرَّفَنِـي
رَبُّ الأَرْبَابِ بِمَـا عَـدَّهْ
 بِصَرُوخٍ أَكّـدَ ترْسِيمِـي
كَشَهِيدٍ لاَ  يَنْسَى  عَهـدَهْ
وَالثَانَي  بَصْقَـةُ  خِنْزِيـرٍ
فِي وَجْهْ  بِـلاَدٍ  مُرْتـدَّةْ
والثَّالِثُ يَحْملُ  أَوْصَالِـي
لِرُبَى الفِـرْدَوْسِ الممْتَـدَّة
فَرَحَلْـتُ وَخَلْفِـي رُوَّادٌ
لِرِبَاطٍ صُغْتُ بِهِمْ مَجْـدَهْ
هَلْ يَكْفِي ذَلِكَ  مِنْ  مِثْلِي
لِلْقُدْسِ نَشِيـدَاً وَالْعَـوْدَةْ
 =======================================================================

  


ملحوظة هامة:

جميع حقوق الملكية للقصائد المنشورة بهذا الموقع الشخصي محفوظة حيث تم نشرها من قبل بدواوين شعر مسجلة بأرقام إيداع قانونية بدار الكتب والوثائق المصرية كل قصيدة بديوانها وتاريخ نشرها.