يا غزة الأبطال




يَا غَزَّةَ الأَبْطَالِ





أَلاَ يَا غَـزَّةَ  الأَبْطَـالِ  إِنِّـي
               بَكَيْتُ عَلَى  الْبُطُولَةِ  كَالثَّوَاكِلْ
وَهِبْتُ اللهَ يَسْأَلُنِـي حِمَاكِـي
وَحُمَّى الْجُبْنِ تَسْرِي  بِالدَّخَائِلْ
وَهِبْتُ الشِّعْرَ عِنْدَكِ  فِي  دُمُوعٍ
لِكَوْنِ الشِّعْرَ لاَ يَحْمِي  الْمَعَاقِلْ
وَلَكِنْ؛ تَسْمَحِينَ  عَلَى  حَيَـاءٍ
أَقُولُ الشِّعْرَ مِنْ بَابِ  الْوَسَائِل؟
سَأَصْنَعُ مِنْـهُ نَعْـلاً  أَحْتَشِيـهِ
بِخَشْمِ السَّاكِتِينَ  عَلَى  الرَّذائِلْ
وَعَيْبَاً يَمْتَطِي فِي  عِرْضِ  قَـوْمٍ
تَدَاعَوْا لِلْخَطَابَةِ فِي الْمَحَافِـلْ
 وَخِزْيَاً يَقْتَفِي وَجْـهَ النَّشَامَـى
إِذَا ائْتَمَرُوا عَلَى قَتْلِ الْمَسَائِـلْ
وَصَاغُوا فِي الْخِتَامِ  بَيَـانَ  ذُلٍّ
إِذِ الصَّـدَّامُ مُعْتَنِـقُ الْحَبَائِـلْ
وَصَاحُوا صَيْحَةَ الذعْرِ: اعْتَرَفْنَا؛
يَحُوزُ الأَرْضَ مَنْ  مَلَكَ  الْقَنَابِلْ
وَأَنَّا مَـا ادَّكَرْنَـا يَـوْمَ شَـرٍّ
نَحُوزُ لَهُ سِلاَحَاً كَـيْ نُقَاتِـلْ
وَأَنَّا لاَ قَنَابِـلَ  فِـي  حِمَانَـا
وَلاَ خَيْلاً وَلاَ جُنْـدَاً تُصَـاوِلْ
لِذَا صِحْنَا وَصَيْحَتُنَـا وَعَاهَـا
عُمُومُ الْعُرْبِ وَالْعُجْمُ  الْعَوَازِلْ:
كَفَرْنَا بِالَّذِي دُونَ  الْكَرَاسِـي
وَإِنْ كَانَ الذَّرَارِي  وَالْمَنَـازِلْ
 كَفَرْنَا بِالشُّعُـوبِ إِذَا حَدَاهَـا
نَشِيدُ الْحَقِّ  يَهْتِفُ  بِالْجَلاَئِـلْ
كَفَرْنَا بِالْحُقُـوقِ إِذَا  تَنَـادَتْ
بِحَقٍّ مِنْـهُ تَأْتَينَـا الْمَشَاكِـل
كَفَرْنَا بِالْحُسَـامِ  إِذَا  دَعَانَـا
إِلَى خَيْلٍ تَجُوبُ  بِنَا  الْمَقَاتِـلْ
كَفَرْنَـا بِالْجِهَـادِ إِذَا دِمَانَـا
غَوَالٍ لاَ نَخُوضُ بِهَا  الْغَوَائِـلْ
وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ  بَاعُـوا  دِمَاهُـمْ
لأَوَّلِ مَنْ دَعَاهُـمْ  لِلْمَحَافِـلْ
وَأَلْزَمَهُـمْ لِصَهْيُـونٍ حُقُوقَـاً
تُقَدُّ مِنْ الْكَرَامَةِ فِي  الْمَهَـازِلْ
وَأَلْزَمَهُـمْ إِذَا يَغْـزُوا حِيَـادَاً
فَمَا نَصَرُوا  الْيَتَامَى  وَالأَرَامِـلْ
 وَبَاعُوا مَكْرُمَاتٍ  كُـنَّ  عِـزَّاً
بِرُخْصِ الْبَوْلِ تَسْفَحُهُ الْهَوَائِـلْ
فَفَتِّشْ فِي الثِّيَابِ تَرَى  عُجَابَـاً
مِنَ الْبَلَلِ  الْمُدَارَى  بِالْحَوَائِـلْ
فَدَعْنِي يَا جِهَـادُ إِذَا  يَرَاعِـي
تَصَايَحَ فِي الْقَوَافِي:  الْعِزُّ  زَائِلْ
وَأَنَّ الْعِـزَّ مَوْطِنُـهُ رِجَــالٌ
إِذَا ذَهَبَ الرِّجَالُ  فَلاَ  بَدَائِـلْ
وَكَانَ الْعِـزُّ يَحْمِيـهِ كُلَيْـبٌ
وَقَدْ قُتِلَ الْكُلَيْبُ بِسَيْفِ وَائِـلْ
 ==============================================================================

  


ملحوظة هامة:

جميع حقوق الملكية للقصائد المنشورة بهذا الموقع الشخصي محفوظة حيث تم نشرها من قبل بدواوين شعر مسجلة بأرقام إيداع قانونية بدار الكتب والوثائق المصرية كل قصيدة بديوانها وتاريخ نشرها.