لاَ تَرْحَلِي مُنْيَةَ الأَشْوَاقِ فِي عَجَـلِ
فَتَحْرِقِي القَلْبَ فِي مَلٍّ مِـنَ الْمَلَـلِ
|
لاَ تَعْبُرِي البَحْرَ وَالأَمْـوَاجُ هَائِجَـةٌ
وَذَوْرَقُ الوَصْلِ أَلْقَى بَيْـرَقَ الْحِيَـلِ
|
وَحِلْيَةُ الشَّطِّ قَدْ ضَاعَتْ مَلامِحُهَـا
وَعِلْيَةُ القَوْمِ مَا اهْتَاجُوا عَلَى خَجَـلِ
|
وَلَهْفَةُ الرُّوحِ لِلرُّؤْيَـا بِهَـا كَلَـفٌ
وَخَفْقَةُ القَلْبِ مِنْ لُقْيَاكِ فِي وَجَـلِ
|
فَكَيْفَ حُبِّـي إِذَا أَلْقَـاكِ ذَا قَلَـقٍ
وَلَمْحَةُ الْخَوْفِ مَكْحُولٌ بِهَا مُقَلِـي
|
وَسَوْرَةُ الشَّوْقِ مَا اجْتَازَتْ بِنَا نَهَـرًا
(إِذَا وَقَفْتِ عَلَـى شُطْآنِـهِ قِبَلِـي)
|
كَأَنَّنَا قَدْ نَسِينَا العَهْـدَ مِـنْ زَمَـنٍ
فَعَشَّشَ الصَّدُّ فِي مَنْظُومَـةِ الغَـزَلِ
|
وَهَاتَفَ الْجَهْلُ بَيْنًـا كُنْـتُ أَمْقُتُـهُ
وَاسْتَنْبَتَ الْغَيْظُ زَرْعًا بَالِـغَ الْخَلَـلِ
|
فَإنَّنِـي آسِـفٌ أَنْ أَشْتَهِـي قَمَـرًا
وَأَصْنَعُ الغَيْمَ بَيْـنَ الْعَيْـنِ وَالأَمَـلِ
|
خَوْفِي صَرِيحٌ؛ فَأَهْلِي اليَوْمَ قَدْ مَرِضُوا
بِعِلَّةِ الْجَهْلِ فِي قُـلٍّ مِـنَ الْهَمَـلِ
|
لَوْ نَاقَشُوا غَزَّةَ الكَسْرَاَءَ لاَشْتَتَمُـوا
أَوْ مَارَسُوا اللِّعْبَ لاَنْسَاقُوا لِمُقْتَتَـلِ
|
وَدَاحِسٌ لَوْ نَسِينَا سَـوْفَ تَذْكُرُنَـا
غَبْرَاؤُهَا فِي خَلِيطِ اللَّهْـوِ وَالْخَبَـلِ
|
وَسَاحَةُ الْعَصْرِ مَكْتُوبٌ بِهَـا نِقَـمٌ
فَدَوْلَةُ الْقَهْرِ لا تَرْقَى إِلَـى الـدُّوَلِ
|
فَدَعْكِ فِي مَأْمَنِ الأَمْوَاجِ مِنْ حَمَقِي
وَلْتُعْرِضِي وَجْهَكِ الفَتَّانَ عَنْ خَطَلِي
|
لاَ تَعْبُرِي البَحْرَ وَاخْشَي مِنْ غَوَائِلِـهِ
تَخْلِيطَةَ الْقَوْمِ بَيْنَ الْجَـدِ وَالْهَـزَلِ
|
وَاسْأَلِـي البَحْـرَ يَهْدِينَـا نَقَاوَتَـهُ
(إِذَا وَقَفْتِ عَلَـى شُطْآنِـهِ قِبَلِـي)
|
|